الثروة والفقر نقيضان دولة العراق

 العراق من أغنى بلدان العالم ..  

من بين 7 بلدان اعتبر الأشد جوعا في العالم ..

أكثر من 10 ملايين تحت خط الفقر ..

مالك جبار كاظم .. 

يُعد الفقر من أكثر الظواهر فتكاً في حياة الشعوب، لأنَّه يخرب البنية الاجتماعية، ويدمر العلاقات بين الفئات الاجتماعية، ويوجد بذور التهميش والإقصاء في  المجتمع. لذا فإنَّ مواجهته تُعد واحدةً من أبرز الانشغالات الإنسانية عبر التاريخ، وحتى الوقت الحاضر وإن التخفيف منه وإزالته هدف لا حياد عنه.

 وحسب تقرير برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الذي نشرته على موقعها الإلكتروني قريبا ً بارتفاع نسبة الفقر في العراق إلى 31.7% لعام 2020 مقارنة بما كانت عليه النسبة عام 2018 والبالغة 20%. مصنفتا ً (العراق  بين 7 بلدان اعتبرتها الأشد جوعا في العالم) .

https://www.datawrapper.de/_/cau81/

وانجزت وزارة التخطيط العراقية مؤخرا دراسة تفصيلية عن تقويم اثر جائحة كورونا على الفقر والفئات الهشة في المجتمع العراقي، بالتعاون مع البنك الدولي ومنظمة اليونيسيف، وفريق مبادرة (أوكسفورد) للفقر والتنمية البشرية، ومستشار من صندوق الامم المتحدة للسكان، موضحا، ان عدد الفقراء بموجب هذا الارتفاع ، بلغ ( 11 مليونا و400 الف فرد، بعد ان كان قبل الأزمة حوالي 10ملايين فرد) وبلغت نسبة الفقر بين الأطفال دون سن الـ 18 (بعد جائحة كورونا) الى  38%.

 https://www.datawrapper.de/_/wH6r1/

وأظهر مسح الفقر لعام 2018 أن محافظة المثنى التي تعد ثاني أكبر محافظة في البلاد، تعد الأولى بأعلى نسبة فقر تصل إلى 52%، والتي تليها الديوانية 48% وميسان 45% وذي قار 44%.

https://www.datawrapper.de/_/GgFrH/

وسجلت محافظات ( بابل واربيل وميسان وكركوك ) نسبا مرتفعة من بين محافظات العراق في عمالة الاطفال للفئة العمرية من 5 - 17 سنة.

حسب تقرير وزارة التخطيط / الجهاز المركزي للإحصاء لسنة 2018 .

https://www.datawrapper.de/_/TO6PH/

ورغم الثروات الهائلة التي ينعم بها بلدهم ما يزال ملايين العراقيين يرزحون تحت خط الفقر، والتي يمكن أن تجعله في مصاف الدول الأغنى في العالم. ويأتي ترتيب العراق التاسع عالميا في الثروات الطبيعية، حيث يحتوي على نحو 11% من الاحتياطي العالمي للنفط، و9% من الفوسفات، فضلا عن الموارد الثمينة الأخرى.

إنَّ التخفيف من الفقر عملية طويلة الأجل والتغير في خصائص الفقر عملية بطيئة. فالفقر يتركز جغرافياً في مناطق معينة ويتجذر فيها ليصبح فقراً مزمناً يرتبط بانخفاض الدخل ونصيب الفرد من الاستهلاك.

وبينت الحكومة العراقية عن رفضها  تصنيف البلاد ضمن الدول الأكثر جوعا حول العالم، معتبرة أن العراق لا يعاني من أزمة غذائية، رغم ارتفاع معدل الفقر إلى أكثر من 30%. ردا على تقرير لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الذي صنف العراق بين 7 بلدان اعتبرتها الأشد جوعا في العالم .

وأضافت الوزارة أن نسبة الفقر ارتفعت عام 2020 إلى 31.7%، وهذا لا يعني أن هذه النسبة تمثل السكان الجائعين مطلقا، إنما هذا يدخل في إطار ما يعرف بالفقر متعدد الأبعاد، الذي يشمل الصحة، والتعليم، والسكن، والدخل.

واذا ما اردنا ان نقدم بعض مقترحات الحلول للقضاء على آفة الفقر في العراق فيمكن القول:ـ

  1.     عدم الاكتفاء بالحصول على النسب والارقام من الجهات المختصة وإنما أن تحصل الحكومة او الجهات ذات العلاقة على البيانات الدقيقة حول نسب الفقر لديها.

العراق ليس بالدولة الفقيرة وانما  لا يملك الإحصائيات الكافية حول أماكن تواجد المواطنين الفقراء. او يمتلك تلك الاحصائيات دون القيام بواجباته الحقيقية ,كما إنه لا يستطيع أن يحدد الاحتياجات الأساسية التي يسعى إلى الحصول عليها هؤلاء الأفراد.

 وهي الخطوة الاولى لبداية حلحلة مشكلة الفقر تكمن في تحديد نسب الفقراء التي تتواجد في أي مجتمع نامي. ومن خلال هذه الإحصائيات الدقيقة سوف يعرف القائمون ما الذي أحدثه الفقر من تأثير على المجتمع ككل. مثل ارتفاع نسبة الجريمة وغيرها من السلبيات، كما سوف يتمكن المجتمع من العمل على تحديد الاحتياجات وتوفيرها من خلال خطط الحكومة.

·      2.وضع الخطط الفعالة للقضاء على الفقر من الحكومة واستمراريتها  من خلال أن تقوم بوضع الخطط الوطنية لمحاربة الفقر. وهذه الخطط الإستراتيجية تقوم بتحديد الطرق المثلى للتعامل مع الموارد مما يجعل هناك توفير لحاجات الأفراد الأساسية. بالاضافة الى تشريع القوانين البرلمانية لمكافحة والقضاء على الفقر .

·       3. تحسين وتعديل قانون الرعاية الاجتماعية لشمول اكبر عدد من العوائل معدومة الدخل وتحقيق قدر كبير من نزاهة الاختيار . 

4.      4. التحديث المستمر لقاعدة بيانات العوائل الفقيرة للوقوف على السلبيات والأخطاء التي ترافق كل مرحلة .